قال سفير دولة قطر لدى موسكو، في مقابلة مع "رويترز"، إن استحواذ صندوق قطر السيادي على حصة من أسهم شركة "روس نفط" الروسية، يمهد الطريق للتعاون بين هذا العملاق النفطي الروسي وبين شركة "قطر للبترول".
وسبق لجهاز قطر للاستثمار أن أصبح مساهما في رأس مال "روس نفط" في أعقاب خصخصة هذه الشركة النفطية العملاقة، الخاضعة لسيطرة الحكومة، أواخر عام 2016. وفي الوقت الراهن يملك الجهاز القطري حصة تبلغ 19% من الأسهم.
من المعلوم أن إنتاج قطر من النفط منخفض مقارنة مع الكميات الهائلة من الغاز التي ينتجها ذلك البلد، ورغم ذلك، تسعى شركة "قطر للبترول" الحكومية لتوسيع عملياتها على نطاق العالم.
وقال السفير القطري لدى روسيا - فهد بن محمد العطية، إن حصة جهاز قطر للاستثمار فتحت الباب للتعاون بين "روس نفط" و"قطر للبترول" لتنفيذ مشاريع في جميع أنحاء العالم. وأكد أن هذه الشراكة لا تنطوي على "أيه أجندة مشبوهة.. بل هناك مجرد أسباب اقتصادية بحتة".
يذكر أن الدوحة تسعى لإقامة شراكات دولية على خلفية المقاطعة المفروضة ضدها من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وخطوط النقل، بعد أن اتهمت الأخيرة بدعم الإرهاب، بينما ترفض الدوحة هذا الاتهام.
ولفت السفير – العطية، إلى أن المشاريع المشتركة التي تنفذها قطر بالتعاون مع شركات طاقة أخرى، لا تثير استغراب أحد، وتابع قائلا: "إذا، لماذا بدأت تطرح علامات الاستفهام عندما بدأنا بالتعاون مع "روس نفط"؟".
وكانت "رويترز" قد أفادت في السنة الماضية بأن بنك "في تي بي" الحكومي الروسي قدم قرضا سريا قدره 6 مليارات دولار لجهاز قطر للاستثمار بهدف مساعدة الأخير في شراء الحصة في "روس نفط"، ما يزعزع الهدف المعلن للصفقة والمتمثل في ضخ أموال أجنبية إلى روسيا.
لكن "روس نفط" نفت صحة هذا التقرير.
وقال العطية إنه لا يعرف ما إذا تم استخدام أموال روسية لتمويل الصفقة أم لا. وتابع أن قطر قد تبيع حصة الأسهم، لكن من غير المرجح أن تقوم بذلك في القريب العاجل.
وقال العطية: "إن دولة قطر استثمرت هذا المبلغ الكبير في الشركة، ليس من أجل التخلي عن هذا الاستثمار بمثل هذه البساطة وبعد مرور فترة قصيرة للغاية".
الغاز، الدفاع الجوي
حثت الولايات المتحدة قطر - بصفتها أحد أهم مولدي الغاز الطبيعي المسال – حثتها على تحدي السيطرة الروسية على سوق الغاز في أوروبا.
لكن العطية قال إن ذلك البلد الخليجي الصغير، لن يدخل في خصومة مع روسيا في السوق الأوروبية لأسباب سياسية.
وأوضح قائلا: "إننا (قطر وروسيا) نعمل في مجال يتعلق بنفس السلعة، ونرغب في توسيع أسواقنا. وإذا جاء التوسع ضمن الإطار الطبيعي للشراكة الاقتصادية، فسيكون ذلك أمرا ممتازا".
وتابع: "لكن إذا جاء ذلك في سياق أية خصومة سياسية، فسنقول "لا" بشكل قاطع. فما الذي يدفعنا لنحاول إزاحة أحد"؟
كما أشار السفير إلى احتمال أن تصبح قطر شريكا في مشاريع روسية لتسييل الغاز، لكنه قال إن المناقشات بين الطرفين لم تشمل مشروع "أركتيك أل إن جي-2" الخاص بشركة "نوفاتيك".
كما أكد العطية أن قطر تجري مفاوضات حول شراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع، لكنه قال إنه لم يتم حتى الآن التوقيع على أية عقود بسبب العقوبات المفروضة على الصادرات العسكرية الروسية.
وأضاف العطية أن العقوبات "أثارت قلقا ملحوظا".
وسبق للسعودية أن هددت باتخاذ خطوات عسكرية في حال قيام قطر بنشر منظومة "إس-400" للدفاع الجوي في أراضيها.
وقال العطية: "إننا لا نملي على السعوديين ما يشترونه. ولن نسمح لهم بالتدخل في علاقاتنا مع روسيا".