- من المؤسف أن نعترف بأن أمننا القومي عرضة للتهديد! ذلك أن الأزمة التي اندلعت في يونيو من العام الماضي، أثبتت أن أقرب الأقربين يضمرون لنا السوء، وذلك على الرغم من أننا لم نفعل قط ما يُسيء لهم أو ما يُضرّ بأمنهم.
وباختصار، فإن المشاكل التي تهدد أمننا القومي مصدرها دول الجوار حصراً.
2 - هل هناك خطر التدخل العسكري في بلادكم، أو خطر شن حرب عليها؟ إذا كانت الإجابة بـ"نعم"؛ من أين يتأتى هذا الخطر (يرجى تسمية كل الأعداء المحتملين).
- للأسف، كان هناك خطر حقيقي لغزو بلادنا في يونيو 2017. وقد أكد ذلك العديد من التصريحات التي صدرت عن شخصيات كبيرة ومسؤولة. أما الآن فتضاءل هذا الخطر... ورغم ذلك لا نستطيع أن نلغي هذا الاحتمال من حساباتنا، لأن ثمة في منطقتنا من ثبت أن حسابته خاطئة وخطواته متهورة.
3 - هل يوجد عدو داخلي للسلطة في قطر؟ هل هناك خطر حدوث محاولة انقلابية؟
- وجود "معارضة" للسلطة في أي بلد - أمر طبيعي وصحيّ، إذ لا يمكن أن يكون تفكير جميع البشر، ولا تفكير جميع المواطنين متطابقاً. أما وجود "عدو" للسلطة القطرية، فأمر مستبعد تماماً...
لقد تعمد أصحاب الأجندات العدوانية في منطقتنا أن يصوروا عدوانهم الذي كانوا يخططون لشنه علينا، على أنه ضرب من الانقلاب. لكن تماسك الشعب القطري، والتفافه حول قيادته، وتمسكه بسيادة بلاده واستقلالها، أفشل هذه الخطة..
4 - لماذا عقدت القيادة القطرية اتفاقاً مع تركيا على نشر قوات عسكرية تركية على أراضيكم، رغم أن بلادكم تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط؟ هل يعني ذلك أن قيادة بلادكم لا تثق بأمريكا؟
- عندكم مثلٌ شعبي يقول: "أن يكون لديك 100 صديق، أفضل من أن يكون عندك 100 روبل"... فكما أن تعدد الأصدقاء يمثل غنىً للإنسان، فهو غنىً للدول أيضاً. والسعي لمصادقة دولة جديدة لا يعني مطلقاً عدم الثقة بالصديق القديم... وأنا جئت إلى هنا وكلي إصرار وأمل بأن أتمكن من الارتقاء بعلاقات بلادي مع الاتحاد الروسي إلى أعلى مستوى ممكن، وأعرف تمام المعرفة أن قيادة بلادي لا تربط أبداً بين كسب ود وصداقة روسيا، وبين التخلي عن صداقة الولايات المتحدة أو تركيا.
5 – تفيد المعلومات المتوفرة بأن عديد القوات التركية في قطر يبلغ 5000 فرد، هل هذا العدد مرشح للارتفاع؟ ما طبيعة القوات البحرية والجوية التي تخطط أنقرة لإرسالها إلى قطر؟
- أنا - في الحقيقة – لا أعرف العدد الحقيقي للقوات الأمريكية، أو القوات التركية المرابطة على أراضي قطر. كما أنني لا أعرف أنواع الأسلحة وصنوف القوات المتواجدة هناك... هذا الأمر لا يدخل ضمن اختصاصي، فهو من اختصاص المسؤولين عن الجانب العسكري والأمني في البلاد. لهذا لا أستطيع أن أزودك بأية معلومات دقيقة في هذا المجال.
6 – من الملاحظ أن ثمة أزمة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن - في الوقت الراهن - هل تؤثر العلاقات الوثيقة بين الدوحة وأنقرة على العلاقات بين قطر والولايات المتحدة؟ كيف يمكن أن تتصرف الحكومة القطرية إذا وصلت العلاقات الأمريكية - التركية حد القطيعة؟
- نحن في قطر نقيم علاقاتنا مع كل دولة على أساس ثنائي بحت، ولا نسمح لعلاقاتنا، بهذه الدولة الصديقة أو تلك، أن تتأثر بأي مؤثر يتعدى النطاق الثنائي.. هذا، رغم أننا نتمنى أن تكون العلاقات بين أصدقائنا، لا بل بين كافة دول العالم - طيبة وودية...
7 – تداولت وسائل الإعلام أخباراً تتحدث عن نية قطر شراء منظومة الدفاع الجوي "S-400" من روسيا، ما مدى صحة هذه الأخبار؟
- منظومات الدفاع الجوي الروسية اكتسبت سمعة طيبة في سوق السلاح العالمي. لذلك يحرص المعنيون في بلادي على الاطلاع على مختلف أنواع المنظومات، ولكني لا أعرف بالتحديد أيّاً من المنظومات نال إعجابهم. وأنا على ثقة بأنه ليس هناك ما يمنع قطر من التعاقد لشراء أي عتاد يحتاجه جيشها، فنحن دول مستقلة، وسيدة قرارها، كما أن قيادة البلاد تسعى إلى تنويع مصادر تسليح قواتنا المسلحة.
8 - هل تَعتبر قطر أياً من روسيا أو الصين حليفاً عسكرياً محتملاً لها، أو مصدراً محتملاً للتسلح؟
- كما أسلفت في إجاباتي السابقة، فإننا نحرص على إقامة أقوى العلاقات مع كافة دول العالم، وخاصة مع الدول العظى؛ وروسيا الصين - دولتان عظميان، وتمتلكان صناعة عسكرية متطورة، وتتمتعان بتأثير قوي على الساحة الدولية، خاصة وأنهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي.
9 - هل تخطط الحكومة القطرية لتعزيز جيشها؟ إذا كان الأمر كذلك؛ ما هي الخطوات التي سيتم اتخاذها؟ ما هي الدول التي يجري النظر إليها كمزوّد للأسلحة؟ هل ستوسع قطر قائمة حلفائها العسكريين؟ هل ثمة خطط لزيادة الميزانية العسكرية؟
- بكل تأكيد! فـقيادة البلاد عازمة على بناء جيش قوي، مسلح بأحدث الأسلحة، قادر على ضمان أمن وسلامة مواطنينا، وعلى حماية حدود بلادنا واستقلالها. كما أنها ستواصل عقد تحالفات مع الدول التي تحترم سيادة الدول الأخرى واستقلالها، والمعنية بإنفاذ القوانين الدولية.