سفير دولة قطر لدى روسيا: سبب نشوب الأزمة الخليجية يكمن في اختلاف الرؤى مع الدول المحاصرة

موسكو – المكتب الإعلامي - 28 يوليو

أكد سعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية أن سبب نشوب الأزمة الخليجية الحالية يكمن في اختلاف الرؤى بين دولة قطر والدول المحاصرة حول الحاضر والمستقبل.

وقال سعادته ،في حوار مع إذاعة "إيخو موسكفي" الروسية، إنه منذ اندلاع "ثورات الربيع العربي" اتخذت قطر ،من حيث المبدأ، موقفا متناغما مع تطلعات الشعوب العربية وحقها في الحرية والكرامة واختيار أنظمة الحكم، وهذا ينطبق على تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.

وأضاف أن دولة قطر اتخذت موقفا مبدئيا مفاده أن الشعوب التي ثارت على الظلم والاستبداد والحرمان تمتلك الحق في تقرير مصائرها دون أي تدخل خارجي، سواء من طرفها أو من طرف الآخرين، وغالبية الشعوب العربية التي انتفضت وجدت في الموقف القطري عونا لها في تحقيق ما تصبو إليه من حرية وكرامة ومستقبل واعد.

وأوضح أن "دولة قطر لم تخرج شعوب دول الربيع العربي بالقوة من بيوتهم إلى الساحات، ودفعتهم إلى التظاهر والثورة. هم خرجوا بأنفسهم مدفوعين بالظروف القاهرة التي ظلوا يعانون منها طوال حياتهم، من قمع وتهميش وحرمان".

وردا على سؤال حول سبب اتخاذ الدول المجاورة لقطر موقفا معينا، واتخاذ قطر موقفا منفردا مختلفا تماما، قال السفير العطية " أؤكد أننا نحن من يسير مع التيار الكبير والآخرون يسيرون في عكس هذا التيار، إنهم أقلية في مواجهة الرأي العام العربي والإسلامي، وهذا ما يخيفهم ويجعلهم يتصرفون تصرفات غير عقلانية، نحن ندعوا إلى اعتماد الحوار وسيلة لتسوية الخلافات لو أنهم كانوا يملكون وجهة نظر مقنعة، لتبناها الشارع العربي، لكن أحدا لم يتبن وجهات نظرهم، لأنها تهدف إلى إعادة إنتاج الأنظمة القمعية".

وتساءل سعادة السفير "من أين أتى هذا الإرهاب الذي نعاني منه اليوم؟ وهل هو نتاج لنظام حكم ديمقراطي، ويحترم حقوق الإنسان؟ أم أنه وليد لأنظمة حكم قمعية مستمرة منذ 70 عاما ؟ نحن لا نتكلم عن عدالة مطلقة، نحن نتوخى عدالة نسبية، على أقل تقدير".

وبين سعادته أن مصطلح "الإرهاب" فقد معناه الحقيقي، وأصبح وسيلة تستخدم لإقصاء الآخر .. مشيرا إلى أنه يجري استغلال الشعور العام بالخوف من العنف، لإطلاق صفة "الإرهابي" على كل من يعارضنا، وأصبحت دول العالم كلها من كبيرها إلى صغيرها تدعي أنها تحارب الإرهاب.

وأضاف "هنا لا بد من التساؤل: ما هو هذا الإرهاب الذي يحاربه الجميع؟ ولماذا لم ينته حتى الآن، رغم أن العالم بأسره يحاربه؟ هل يصح أن نستخدم مصطلح الإرهاب كغطاء لتصفية الحسابات؟ أم يجب أن نستخدم مصطلح الإرهاب بمسؤولية؟

وقال سعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية إن "موقف دولة قطر واضح من هذا الأمر نحن نعتبر كل من يعرض حياة الآخرين للخطر لتحقيق أهداف سياسية، بغض النظر عن منطلقاته وأيديولوجياته، إرهابيا، وينبغي أن يحارب بكل الوسائل الممكنة، وتجفيف كافة مصادر تغذيته فكريا وماليا".

وأشار سعادته إلى أن دول الحصار تطلب منا أن نعاقب كل من يعارض أنظمتها ويختلف معها سياسيا، وأن نعتبرهم إرهابيين وقال " إن هذا بحد ذاته إرهاب.. إن دول الحصار تسعى اليوم لإعادة إنتاج الأنظمة التي أنتجت الإرهاب، وتريد أن تقنعنا بأن تلك الأنظمة ستحارب الإرهاب".